Cam De Leon

Mati Klarwein
Salvador Dali

Chet Zar
Alex Grey











 















































 




























































































































Thursday, November 29, 2007

!! رفيقى الشريط .. وداعاً


لو اعرف ارجع بطريقه ما بالزمن لورا ... او على الاقل يبقى عندى اداه معينه اقدر بيها اطفو فوق قوانين الفزياء ونواميس الكون الثابته واشوف نفسى زمان كان هايبقى ده انسب وقت

دلوقتى انا شايف شاب صغير كده ماشى فى الشارع ... يمكن تقريبا فى اعدادى .. تانيه او تالته ... والوقت وقت عصارى .. الشمس ملطخه الدنيا كده وعامله لوحه جميله جدا ... الدنيا صيف ... واجازة اخر السنة لسه فى اولها ... وسامع اصوات عيال بتلعب كوره ومساكه وطيارين وكهربا ... واصوتهم كلها شقاوه واقبال على الحياه

بس انا مش شايف اى حاجه من الحاجات دى ولا حاسس بيها ... حاسس بنفسى ماشى متوجه لمكان محدد انا عارفه ... مش مهتم بكل الحاجات اللى ممكن العبها ولا كل المتع اللى فيتانى ... ماشى مركز جدا وقابض بايدى على حاجه ... على شوية فلوس ...
تقريبا 6 جنيه ونص بالظبط !!

قبلتى اللى انا رايحلها هى ... " ميرامار " ... وميرامار ده مش بنسيون زى بتاع عمنا نجيب .. ومحدش يفكر انى بعمل كليب ردىء لمطرب ما عمال يقول اى حاجه وفى الاخر راح قايل " مصر " عشان تبقى اغنيه وطنيه ... يعنى محدش يسرح لبعيد ويفتكر انى مرمز لمصر ام الدنيا

كل الموضوع ان ميرامار ده ماهو الا .... " محل شرايط كاسيت " وبس !! .. مش اكتر او اقل

فى الوقت ده من حياتى كانت المزيكا واكله دماغى بشكل غريب ... طبعا دماغى دلوقتى ممكن تكون تاّكلت واختف كلية .. لان ولعى بالمزيكا بيزيد يوم عن يوم ... بس .. فى المرحله دى بالذات كان الموضوع لسه فى اوله بيتشكل كان ملامحه بتتضح تدريجيا ... كل سنه تلاقى طلعله ايد او رجل او حتى شنب :) .. عشان كده الوقت ده كان ليه اهميته الخاصه

ميرامار كان محل الشرايط الوحيد اللى اقدر اتعامل معاه فى بلدنا الصغيره، ده لانه كان نوعا ما محل مش عادى .. كل محلات الشرايط بتركز على ناس زى " ايهاب توفيق " أو " حلمى عبد الباقى " أو أى من نجوم الغناء العربى بما فيهم العبقرى " هانى شاكر "
ويما ان دماغى كانت رايحه فى سكك تانيه خالص ... واى حد ممكن يكون بيحب العباقره اللى فوق دول ممكن يعتبرنى مجرد واحد اغبى من انه يروح فى الاتجاه ده ... ولان ميرامار كان محل مش عادى ... فكان مناسب ليه جدا جدا

ميرامار بالنسبالى المكان اللى بشوف فيه "عادل" ذو اللحيه المهذبه بشكل منمق جدا ... يعنى الحساب المفتوح على النوته اللى ممكن اخد منه اى شريط فى اى وقت واحاسب براحتى ... والشرايط اللى مش ممكن الاقيها فى اى مكان غيره
ومع ان " عادل " - ذو اللحيه المنمقه - مكنش بيسمع ابدا الحاجات اللى انا بحبها وعايز اجيبها .. الا انه كان دايما حريص على ارضاء نزواتى السمعيه ... كزبون خاص جدا ... بيصرف كل قرش بيجيله فى الدنيا من مصادره المحدوده جدا على الشرايط ... واحترامه ليه بشكل كبير جدا بالرغم من سنوات عمرى البسيطه ... دايما لازم الاقى عنده حاجه او حاجتين محطوتين مخصوص ليه .. وليه انا بس ... كانت حاجه مفرحه جدا انى الاقى حاجات من اللى بحبها دى فى وقت كان الانترنت فيه فعلا خيال علمى

ساعتها ... لما كنت برجع بالكنز الصغير البيت واشغله فى الستريو .. واقعد اسمع .. كان بيعنيلى كل حاجه فى الدنيا ... ساعتها كانت كل حاجه ليها طعم وجمال خاص بيها .. قد ايه كان ممتع انى اقعد احط القرش على القرش عشان اجمع فى الاخر 6 جنيه ونص عشان اروح اجيب بيهم حاجه جديده تلمس روحى من جوه ...

دلوقتى بعد ما انهار " الكائن : الشريط " وبقيت لما بحتاج اغنيه بمجرد ضغطت كام زرار من الكيبورد والماوس اقدر اجيبهم فى خلال زمن مايزدش عن 3 دقايق .. الموضوع بقى مختلف جدا
صحيح الموضوع بقى سهل ... وجميل انى وقت لما بعوز حاجه فى تغيرات مودى اللحظيه بلاقيها فى ثانيه ... بس عارفين ... الموضوع ما بقالوش طعم زى زمان ... فيه حاجه نقصت ... متعة التحويش والانتظار ... والفرحه لما اخيرا بشترى وبسمع الحاجه اللى صبرت عليها كتير علشان تبقى بتاعتى ...

كل ده مع جنون التكنولوجيا اللى احنا عايشين فيه اختفى تماما زى حاجات كتير جدا انسحقت تحت رجلين الوحش الديجيتالى المسعور اللى بياكل كل حاجه فى طريقه

اكيد الناس الكبار مفتقدين " الجرامافون " أو " الراديو " ايام ما كانوا بيترصوا يوم محدد كل اول شهر عشان يسمعوا الست زى ما أنا مفتقد صيقى الشريط دلوقتى

حاسس ان كل ما الكائن المخيف ده بيتقدم كل ما بنزداد ملل وفقد لاى طعم مسكر ... يمكن لو وصلنا فعلا للذكاء الاصطناعى اللى هو حلم لكل عالم على وجه الارض ... مش بعيد نتحول فعلا لعبيد للاّله بالمعنى اللفظى للكلمه من غير اى استعارات زى فيلم ماتريكس كده ..

انا ببالغ ؟؟ ... ميتهيأليش

بس انا حبيت ابتدى كلامى هنا بمرثيه لصديقى " الشريط " .... واقوله بجد هاتوحشنى ببكرك ومغناطسيتك ... هايوحشنى الصوت المتذبذب اللى بيطلع منك لما تقدم شويه ... هايوحشنى لما بتزهق وتطلع براك واقعد الف فيك بكل صبر وتأنى عشان ارجعك لحالتك واستمتع بكل حاجه بحبها معاك

احب اقولك " وداعا " وبجد هاحافظ على الشويه اللى باقيين عندى ... منك

4 comments:

عين فى الجنة said...

المدونة رائعة
برافو عليك
قصة الشريط جميلة
لك التحية

dodda said...

ههههه
انا ايامى كان الشريط ب 3 جنيه
اول شريط جبته
من المصروف
فى السكه بتاع محمد فؤاد!!!
تخيل انا حضرت اول البوم لمنير
وكمان اول البوم اعمرو دياب...اسمه اشحال ومحدش عبره...

كلنا بنفتقد اللى كان واللى فات
ربنا يستر من التكنولوجى

Sara Swidan said...

Sherief,

Pls Contact me As Soon As Possible...

Thank u!!

Sara Swidan said...

Yalla Beena ba2a ya Sherief!!